اتقان العمل
منذ قديم الزمان والإنسان منذ حطّت قدماه الأرض وهو يسعى لأن يبني حياته ويعمّر الأرض بكل أنواع العمل، يجرب ويحاول ويزيد على ذلك العمل شيء جديد حتّى وضع القواعد الأساسية لكل الأعمال، ووضع نقاط الإنجاز على حروف العمل، ولولا أن كان من الإنسان في القِدم إتقانٌ في عمله لما استمر في هذه الحياة، فالإتقان دليل الاستمرار والبقاء قدر الإمكان، إنّ الاختلاف في أعمال الناس، والاختلاف بين مجموعةٍ وأخرى، والاختلاف بين دولة وأخرى، وشعبٍ وآخر لا تكمن فيما يفعلون بقدر ما تكمن في كيفما يفعلون، وهل يقومون بأعمالهم على أتمّ وجه وبإتقان أم يقومون بها بشكلٍ خاطئ أو بدرجةٍ قليلة من الإتقان؛ لأنّ كل الناس لديهم أولويات في حياتهم، وهي تأمين المسكن والطعام والأمن والتعليم والعمل، وكلّ الشعوب تعمل على هذه المحاور، لكنّها ليست كلها على خطٍ واحدٍ من التقدم أو على محور واحد من التأخر، وهذا التباين الواضح بينهم هو لأن شعبًا ما يتقن في عمله وآخر لا.
اترك تعليقاً